تحليل مبارة الاهلى وطلائع الجيش

"صدق أو لا تصدق" ... فقدان التركيز وقلة الخبرة لدى شباب الاهلى تقلص فوزه العريض الى فارق هدفين فقط !! .. أرجوك لا تبتسم عند قراءتك هذه الجملة ، فنحن نتحدث عن فريق النادى الاهلى فعلا والذى ظل فقط لعدة أشهر سابقة فريق "العواجيز" والذى لن يتمكن من تحقيق أى فوز هذا الموسم وتوقع كثيرون انهياره ، نعم نحن نتحدث عن صغار السن والشباب والحيوية الآن التى تدب فى صفوفه .. واحقاقا للحق يجب عندما نكتب هذه الجملة أن نضع اسما موازيا لها هو .... "حسام البدرى" !












تشكيل مباراة الامس حمل بين طياته "3 لاعبين كبار فقط" وهم على الترتيب "أحمد حسن ، وائل جمعة و سيد معوض – اذا جاز وضعه بين كبار السن" .. أما عن باقى الأسماء فحدث ولا حرج ، وبالتأكيد الكل يفهم هذا ويدركه تماما ، أضف الى ذلك وجود طريقة لعب هجومية رائعة جدا تمنح الفريق حلولا رائعة ، وجرأة مدير فنى متميز ... كل هذه العوامل منحت الاهلى رونقا جديدا هذا الموسم حتى الآن ، ونحن ندرك ان حتى خسارته أمام الحدود فى السوبر – وهى واردة وطبيعية فى عالم كرة القدم ونظرا لقوة الحدود – لم يظهر فيها الاهلى بمشهد سئ الا عقب طرد "أحمد السيد" وقتها ، وطوال المباريات الماضية ظهر الاهلى بشكل جعلنا نتذكر الى حد ما "فوران هجومه" فى عام 2005 ، وبقليل من التمعن ستدرك ان خط الوسط – وطالما تحدثت عن ذلك وبح صوتى نظرا لمنطقية الامر وسهولة ادراكه فهو ليس اختراعا – هو مربط الفرس وحجر الزاوية فى الامر .. وهو ما حدث بالأمس !

خط وسط الاهلى الذى امتلأ شبابا وحيوية وفى وجود رأس حربة "قوى جدا" هو الليبيرى (فرانسيس) مع هانى العجيزى الذى أحس أخيرا بضرورة اثبات الوجود وتحرك كما لم يتحرك من قبل فى أى مباراة سابقة له مع الاهلى باستثناء "بتروجيت العام الماضى وأحرز هدفين وقتها" وبالطبع "كثير الحركة والمجهود الوفير – أحمد حسن" الذى لو تخلص من امتلاك الكرة الزائد وراجع عدد تمريراته الغير متقنه لأصبح "سوبر مان الكرة المصرية والاهلى" وهو يستحق اللقب فعلا حتى مع أخطاء يمكن تلافيها ..

وأعود الى نقطة الوسط مرة أخرى ... فـ"شبيطة" ظهر دفاعيا بصورة أكثر من رائعة طوال النصف ساعة الاولى من اللقاء ، استخلاص مميز للكرة وتمرير دقيق وسريع ومحاولة للتسديد والتمرير الايجابى ، نعم حاول كثيرا وفشل قليلا الا ان الاختفاء فى الشوط الثانى أثر على تقييم الاداء العام له ، بينما ظهر "معتز اينو" فى أروع صوره هو الآخر فى هذا اللقاء .. وهما الأكثر تأثيرا فى خط الوسط فى هذه المباراة بالفعل ، بينما اختفى كثيرا "أحمد فتحى" وظهر قليلا .. وان كانت تحركاته جاءت جيدة جدا الا أن انتاجه العام ( كعادته مؤخرا سواءا مع الاهلى أو المنتخب ) ظهر ضعيفا جدا وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام نظرا لمعرفتنا الجيدة بامكانيات هذا اللاعب المميز ...فما السبب يا ترى !

دفاع الاهلى لم يختبر كثيرا ، ولكن فى كل مرة ظهر فيها "بابا آركو" أحدث خللا ومشكلة وكاد أن يسجل من أروع لعبة للجيش طوال المباراة فى الدقيقة "43" ولو أحرز منها الجيش لتغيرت النتيجة ، الا انه انفرد ووضعها سيئة للغاية ليحرز الاهلى الهدف الاول فى آخر هذا الشوط وينطلق بعدها ليزيد من النتيجة أكثر وأكثر ... وظهر "جمعة وعبد الفضيل" بصورة جيدة جدا الا ان المشكلة الدائمة كانت فى التغطية العكسية لطرفى (4/4/2) وتحديدا "أحمد على" الذى قدم واحدة من مبارياته السيئة جدا سواء فى التمرير أو العرضيات أو حتى فى التغطية الدفاعية ، وتسبب لاعب الجبهة اليمنى الشاب فى دخول هدفين للجيش فى آخر 10 دقائق بلا معنى وعن طريق لاعب واحد "صلاح أمين" فشل معه تماما "أحمد على" فى تلك الدقائق الغريبة ... ونتفق تماما مع الكابتن حسام البدرى ووائل جمعة فى أن الاهلى بدأ يتقن الطريقة ، ولكن لا تزال هناك نقاط ضعف واضحة تحتاج الى تعامل سينجح فيه الجهاز خلال الفترة القادمة التى يبدو انها ستشهد تفوقا كاسحا للاهلى وظهور جيل سبا جديد ورائع قادر على استمرار قيادة السفينة نحو بر البطولات ..

ظهرت الجبهة اليسرى بصورة رائعة جدا ، و"سيد معوض" يؤكد فى كل مرة انه أفضل ظهير وجناح أيسر فى مصر حاليا – فقط لو سانده خط الوسط كما ظللنا طوال الموسم الماضى ننادى بذلك ولا حياة لمن تنادى – وتحرك شبيطة كثيرا بجواره مما منحه الفرصة للتقدم والمرور وان ظلن عرضياته قليلة فى الشوط الاول ، كما تحرك أحيانا "أحمد فتحى" ناحيته ليمنحه المزيد من المرونة والحرية .. وهكذا يجب أن تكون مهام لاعب الوسط ، فليست مهمتك هى ( قطع الكرة والتمرير للخلف أو الى جوارك أو الا زميل بلا جديد ولا وجود للحركة بدون كرة أكبر ) وهو ما ابتعد عنه كل لاعبى الوسك بالأمس ولذلك .... حققوا الفارق لفريقهم ، ويبدو أن "حسام البدرى" بدأ يضع يده تماما على مفاتيح اللعب التى ستمنح الفريق ما يصبو اليه فى الفترة القادمة باذن الله ..

والتحية خاصة جدا لــ "البدرى" ، لأنه صنع توليفة رائعة لا تتخيل اذا أضيف اليها ( خط هجوم الاهلى بالكامل – متعب وفضل وبلال – ومعهم أبو تريكة وبركات وجيلبرتو ) ، فماذا سيحدث ... وهاهو النجاح الذى صبرت عليه جماهير الاهلى وستجنى ثماره قريبا ، والحقيقة أن حتى توقيت الدفع بالعناصر المهارية جدا والتى يحتاج اليها الاهلى حاضرة فى أى وقت ( حسين ياسر المحمدى وأمير سعيود ) كان رائعا ، ولو انى اعترض فقط الى تبديل "فرانسيس" ، وكان الاولى بالتغيير "أحمد حسن" الذى بذل مجهودا رائعا طوال اللقاء وكان يجب أن يخرج ليصبح "فرانسيس" رأس حربة وحيدا وتحته "المحمدى وسعيود" وربما كان العدد سيزيد عن "أربعة أهداف" .. وخاصة أن "فرانسيس" أدى لقاءا رائعا تحركا وتسديدا الا انه عابه كثرة تمريراته الخاطئة أيضا ، وعندما تحرك "العجيزى" لأسفل بجوار "حسن" ظهرت ملامح الاهلى الهجومية وظهر "هانى"بصورة طيبة ....

ولا يمكن الحكم أبدا على "عبد الله فاروق" الذى خرج بأسرع مما دخل الملعب ، وأيضا "أمير سعيود" الذى أفصح بوضوح عن مهاراته الرفيعة جدا ودقة وسرعة تمريراته – وهذه حقيقة واضحة – الا أن الطابع الفردى غلب على لعبه ولم تظهر له بصمات فعالة فى مصلحة الفريق ، وهكذا يتم الحكم على لاعب وليس لمجرد مراوغات ومرور رشيق – حتى وان كان أمتعنى فى لحظات لعبه – الا أننا يجب ان نغير نظرتنا السطحية للامور ... وأيضا فان "حسين ياسر" يكتسب ثقة مرة بعد مرة وظهر بشكل مغايرا تماما عما بدا عليه الموسم الماضى فى مشاركاته القليلة ... وعموما ، فان "البدرى" قادرا على اعادة المتعة فى الاداء والتهديف الغزير وحصد البطولات للاهلى .. فهو جرئ ويسير على درب العلم ، لذلك سينجح نجاحا منقطع النظير باذن الله ..

ختاما ... لعب الاهلى مباراة رائعة أمام فريق "قوى" لم يتمكن من مجاراة لاعبى الاهلى فى الشوط الثانى تحديدا بالرغم من انه كان قريبا من التسجيل فى الشوط الأول من الهجمات المرتدة التى يجيدها تماما ، ولا أعرف سر العنف المبالغ فيه فى التعامل بين لاعبيه ولاعبى الاهلى ، كما أعيب على بعض من جمهور الاهلى العظيم سب المدير الفنى "فاروق جعفر" لطلائع الجيش !!! .. وهذه ليست أخلاق جمهور الاهلى ؟!
والأهم ، أن الاهلى قد اعتلى مقدمة الدورى بفارق 3 نقاط كاملة عقب هزيمة "بتروجيت" امام "الجونة" ، ويبدو أن قطار البطل بدأ فى الانطلاق بقوة ، الا أن القادم بالتأكيد سيكون أصعب فلا تزال هناك فرق قوية جدا ستقابل البطل فى الأسابيع القادمة ..

نحتاج الى بعض من التركيز فى اللحظات الاخيرة ، وأدعو الله أن نتخلص من آفة "الثقة الزائدة" المصرية الخالصة والتى أضاعت من الاهلى
( رباعية نظيفة ) يستحقها ... وهى التى أثرت على مستقبل المنتخب المصرى فى تصفيات كأس العالم يوم تحدث الكل عن فوز عريض للمنتخب المصرى على نظيره الزامبى فى أول مباريات التصفيات ، وجاء التعادل بسبب الغرور ليضعنا فى موقف صعب للغاية لا زلنا ندفع ثمنه حتى الآن ... فمتى سنتعلم بالله عليكم ؟!

الى أرقام اللقاء :

احصائيات اللقاء











* 42% نسبة الدقة فى التسديد لدى لاعبى الاهلى ، و14 تسديدة متنوعة على مدار اللقاء رقم جيد جدا .. وسدد "أحمد فتحى وسيد معوض" تسديدتين خارج القائمين والعارضة اقتربا كثيرا جدا من هز الشبك ..

* تحكم الاهلى تقريبا فى الكرة على مدار اللقاء كله ، وكان الأكثر فعالية طوال الشوط الثانى تحديدا ..

* أخطاء كثيرة محتسبة ضد الفريقين وعدد لا بأس به من الكروت الصفراء والحمراء فى مباراة عنيفة وقوية جدا

* كالمعتاد .. 5 تسللات فى اللقاء نال نصيب الأسد منها ( أحمد حسن ) ..

* زادت نسبة احتساب الضربات الركنية لفريق "الجيش" فى آخر المباراة وتحديدا عقب طرد "فاروق" وركون اللاعبين للهدوء عقب التفوق برباعية .. مما منح الجيش الأفضلية قليلا وأحرز هدفين سريعين ، أحدهما من ركنية !

شكر على زوئك يا لؤلؤة

شكرا ليك يا فارس بلا جواد